ندوة فكرية في كلية الآداب عن تاريخ النضال والمقاومة الفلسطينية

ندوة فكرية في كلية الآداب عن تاريخ النضال والمقاومة الفلسطينية

❏إعلام جامعة ذمار/صقر ابو حسن/ 5 نوفمبر 2023:

■ نظمت كلية الآداب بجامعة ذمار، اليوم، ندوة فكرية تحت رعاية رئيس الجامعة أ.د.محمد الحيفي بعنوان" القضية الفلسطينية.. تاريخ من النضال والمقاومة"، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين.

 

وخلال الندوة،أشار د. عبد الكريم زبيبه نائب رئيس جامعة ذمار لشؤون الدراسات العليا، إلى أن الشعب الوحيد الذي تبنى الحراك الثقافي والعسكرية هو اليمن، وما تزال قضية فلسطين حاضرة في يومياته.
وقال: لولا محور المقاومة لكانت قضية فلسطين أنتهت وماتت من زمن بعيد، لذا كانت المقاومة بالاحجار ودعم محور المقاومة للقضية الفلسطينية المستمر لتصل إلى مرحلة الصاروخ والمسيرات.
وأكد نائب رئيس الجامعة أن استمرار المقاومة في النهاية يأتي النصر، ومادمت تقاوم فأنت تبعث القضية من جديد.
وأضاف: الماديات تنتهي، والحالة النفسية هي حالة إنتصار، وهو ما ينعكس على الحالة الفلسطينية، ولولا وجود الخونة لما استمرت مآسي الشعب الفلسطيني، حتى اليوم، مستعرضا دور الخونة في تثبيط روح المقاومة في الوجدان العربي والإسلامي، وبين أن استمرار الضخ الإعلامي بأن النفس العربية ضعيفة وخانعة، ونحن في الحقيقة أقوياء، معتبرا المقاومة الخيار الوحيد للتحرير.
وتابع بالقول: المنافقين دائما هم الذين يضعفون الأمة، ولولا وجود خونة داخل الأمة لكان الواقع غير الواقع الآن.
وأضاف: عندما توجد روح المقاومة يوجد النصر، ولا تصدقوا الخونة، والمرتزقة الذين يستخدمون العامل النفسي، لتثبيط روح المقاومة، والمقاومة الآن أقوى من ذي قبل.

د. عادل العنسي نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، أكد في مداخلته أن سرائيل ليست دولة، بل كيان بلا تاريخ أو جذور، وهو كيان استعماري، ومشروعه ليس فلسطين بل جميع الدول العربية.
وقال: مقاومتنا لإسرائيل مشروع طويل الأمد، وهو ضرب هذا الكيان في مهده، ومنع تمدده إلى بلدان أخرى.
وبين أن المتخاذل العربي في نصره فلسطين أنتج لنا إسرائيل المتوحشة، و أكبر مثال للخذلان العربي، هو خذلان القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني الذي طالب من العرب سلاح، وفي النهاية قاتل مع رفاقه وهو يدافع عن فلسطين.
متسائلاً عن دور المثقف، وقال: دور المثقف يأتي عبر تفعيل منصات التواصل الاجتماعي بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، ودور التاريخ، وأهمية نشر الوعي، وتحصين العقل العربي، واليمني على وجه الخصوص، من الضخ الإعلامي الذي ينعكس سلبا على روح المقاومة.
مضيفا: نحن في معركة مقدسة، وعشنا حتى نكون شهود عليها.

إلى ذلك، بيّن د. عبد الكافي الرفاعي نائب رئيس جامعة ذمار لشؤون الطلاب، أن الإيمان بالقضية التي ندافع عنها هي قضية محورية وأساسية وتعبر عن ضمير كل الأحرار.
وقال: نحن أمام تهجم وغطرسة كبيرة من قبل الغرب، ولمواجهة العدو لابد من حضور شعبي لتعبئة النفس الداخلية، لأن العدو مهما كان متغطرساً، لابد أن ينكسر لأن صاحب الحق قوي.
مضيفا: نحن ندافع عن حق أساسي، فالأرض، والعرض، والدين هو الوطن الحقيقي لكل مؤمن، والنصر آتي بفضل الله عزوجل.
وأشار إلى أن ما حدث من الاستعمار الفرنسي، والايطالي، والبريطاني في أغلب دول العالم سيكون مصيرهم في نهاية النطاق الانكسار أمام صلابة الشعوب العربية والإسلامية، والايمان بالقضية.

من جانبه، أشار عميد كلية الآداب د. أمين الجبر إلى أن القضية الفلسطينية هي قضية حقيقة، ومسار فارق بين الحق والباطل. وأكد أن التطبيع المخل الذي يمارس من قبل بعض البلدان العربية والإسلامية، يعكس مدى ضعف العرب.
وقال: القضية الفلسطينية هي قضية الأحرار، ويجب أن يتوحد كل الجهد العربي، والإسلامي لمواجهة آلة القتل الصهيونية التي ترتكب بشكل يومي بحق المدنيين في غزة.

من جانبه قال د. نجيب الورافي خلال ورقة حملت عنوان "البعد الطبقي في الصراع العربي الإسرائيلي": أن الندوة تنظم، وقلوبنا تتفطر دماً بسبب المجازر اليومية، واستخدام العنف المفرط ضد المدنيين في قطاع غزة.
وأكد الورافي أن المجازر التي ترتكب الآن ليست جديدة، بل مستمرة من ٧٥ عاما، وهو دليل على صمود أسطوري لأبناء الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن التضامن يأتي بالحدا الأدنى في هذا الظرف يترجم بأنه الانبطاح، والسكوت على تلك الجرائم.

ولفت إلى أن عهد الصهاينة استخدام القوة ضد الأبرياء، منذ الأزل فهم قتلة الانبياء، مرورا بقتل الأطفال والنساء. مستعرضا تداخلات في الصراع الذي بات يحمل أبعاداً متعددة. وقال: البعد الطبقي يلقي الضوء على المستوى العلمي، ويمثل هذا البعد القطب الاستعماري، والتفاعل الآن في الصراع، لذا إسرائيل هي يد للغرب، وهي يد طائشة ومنفلتة، الغرب يدير الحرب والصراع.
مضيفاً: بؤر الصراع تلاشت، وانتهت بإستثناء القضية الفلسطينية، وهو ما يكشف عن البعد الطبقي بالنظر للشرق، باعتبارها دولاً ضعيفة، وهشة.
واعتبر دول "أمريكا وفرنسا وبريطانيا" تمثل الدول الاستعمارية منزوعة الرحمة، والإنسانية، ولا ترى غير مصالحها فقط. وقال: إسرائيل بنيت على أساس عرقي، وطبقي ضد العالم، والشرق تحديداً.

د. فضل العميسي نائب عميد كلية الآداب لشؤون الطلاب في ورقة عمل بعنوان "تاريخ الخذلان"، تسائل "لماذا يجب للدفاع عن فلسطين؟"، وقال: لابد أن نبين للمجتمع، والناس بشتى طبقاته لماذا يجب أن ندافع عن فلسطين، لأنه واجب عربي وديني مقدس، واستراتيجية نفسية، ومحورية للحفاظ على الحق العربي والإسلامي.
مؤكداً أن الدفاع عن فلسطين مهمة تاريخية و إسلامية. وأضاف: نحن أحق بالدفاع عن المقدسات، وهدف الصهاينة استعماري في الأساس، ولذا لابد أن نتصدى لهذا الاستعمار، والدفاع عن فلسطين.
مستعرضا مراحل الخذلان للقضية الفلسطنية، بدأ من العام ١٨٩٠ مع بداية الفكر الصهيوني في إيجاد وطن قومي لليهود، مروراً بوعد بلفور حتى اليوم من جرائم ضد الأبرياء في غزة.
وصنف العميسي الصراع العربي الإسرائيلي بخمس مراحل، الأولى المشروع الصهيوني وموجه الهجرة إلى فلسطين، و مراحل المقاومة الفلسطينية، والثانية الصراع العسكري بالجبهة العربية الموحدة وتأسيس للمقاومة الفلسطينية المسلحة، المرحلة الثالثة نكسة ١٩٦٧م، وما تلاها من خذلان عربي، وسياسة التهويد الذي مارستها الصهيونية ضد فلسطين، بينما المرحلة الرابعة موجات التطبيع وحل الدولتين، والخامسة نظام شرق أوسطي جديد، والذي يسعى الغرب إلى إيجاره مع شكل جديد للعلاقات الدولية مع إسرائيل.
وبين إن التدخلات العربية في مسار الصراع العربي الإسرائيلي بائسة وضعيفة.

د.عزيز الاقرع نائب عميد كلية الآداب للشؤون الأكاديمية، في ورقة العمل التي قدمها اعتبر أمريكا " رأس الشر". واعتبر ما يحدث في فلسطين من مجازر، هو مشروع أمريكي لطمس الهوية الفلسطينية. مشيداً بدور حركات المقاومة في فلسطين، والتي أعادت القضية إلى الواجهة، وأحيت روح المقاومة لدى الشعوب العربية والإسلامية.
داعيا قادة الدول العربية المطبلين إلى الأنبياء إلى فلسطين، وخاطبهم بالقول: أنتم بأفعالك تمثلون أنفسكم، ولا تمثلون الروح الإسلامية، والعروبية، بل وانسلختم من قيمكم.
مستعرضا بعض الملاحم البطولية التي نفذها المسلمين ضد اليهود منذ فجر التاريخ، وقال: لنا في التاريخ الإسلامي، ومناهضة اليهود منذ فجر الإسلام، مواقف بطولة عظيمة، فقد ثأر المسلمين لامرأة كشفت عورتها، وفتحت "عمورية" بسبب صراخ امرأة " وا معتصماه" والآن الآلاف من النساء يقتلن، ويسجن على يد الصهاينة، والجميع ساكت.
متسائلا ماذا سيكتب التاريخ؟ ليرد: سيكتب أن غزة تقاتل وحدها، وإلى جوارها ٢٢ دولة عربية التزمت الصمت، سيكتب التاريخ أن غزة كانت أقوى من الجميع، وإن المجازر اليومية تحدث ونحن نتفرج. مطالباً من الجميع أن يكون في مرحلة الدفاع عن فلسطين بكل الأساليب، والطرق التي تزيد الوعي، ونصرة فلسطين.

من جانبه د. عصام واصل رئيس دائرة المكتبات والطباعة والنشر بجامعة ذمار، أشار إلى أن الحاكم العربي تحول إلى أرنب خائف، وإن الوضع العام سيكون ما قبل طوفان الأقصى وما بعده.
ولفت إلى التخاذل العربي والإسلامي الذي وصفه ب"المريب". مضيفاً: الأجمل هو الصبر، والقوة التي بها تتحلى الشعوب العربية من بعض البلدان، واليمن نموذج للمقاومة، والممانعة، والصمود والإنسان، والعربي يود أن يعبر لكنه مقموع من قبل الأنظمة التي توجه سلاحها إلى الصدر العربي.
وأشار خلال حديثه إلى التحول الجذري في الصراع العربي الإسرائيلي، منها وضع مقرر جامعي في الجامعات اليمنية بالمناطق المحررة تحت مسمى " الصراع العربي الإسرائيلي" وهو الذي يصنع أجيال تناهض إسرائيل، ونواة لمغايرة قادمة.

إلى ذلك، قال د. فهد الضلعي رئيس قسم الجغرافيا، أن البيئة الفلسطينية تضررت كثيراً جراء العدوان الاسرئيلي على فلسطين.
وقال: عندما لاحظ الاحتلال الصهيوني صمود الشعب الفلسطيني بدأ في مصادرة مصادر رزقه، ليبعدوا المواطن عن قضيته.
وبين أن إسرائيل تدمر فلسطين من كل الجوانب، منها: احتلال الأرضي الزراعية والاستيلاء على مصادر المياه، وتعمد تدمير الموارد الطبيعية في فلسطين، بالإضافة إلى إقامة قنوات للصرف الصحي إلى قرى، ومساكن الفلسطينين.

وقال: منع الماء، والكهرباء، ووسائل الحياة عن الفلسطينيين، وهي حرب قذرة، تستهدف فلسطين الأرض والإنسان، لذا يترجم ذلك في التوحش الصهيوني ضد الأبرياء في فلسطين.
مضيفاً: استخدام قنابل، وأسلحة فتاكة وتنعكس على هيئة تلوث كبير في الهواء والبيئة، وهو ضمن الحرب القذرة ضد الشعب الفلسطيني.
مؤكداً أن الشعب الفلسطيني تسلح بالإيمان في الدفاع عن أرضه، ووطنه.
بدوره، أشار الباحث أ. خالد الفلاحي أن القضية الفلسطينية هي المحور الرئيسي للأمة الإسلامية والعربية، والصراع بين العربي والصهيوني صراع يمتد لأجيال.
ولفت إلى مساعي الغرب في تصفير للقضية الفلسطينية بدعم أوروبي وتؤاطئ عربي، في ظل صمود أسطوري للشعب الفلسطيني.
الفلاحي قدم ورقة عمل حملت عنوان "الصهيونية بين النظرية والتطبيق"، بي: ن أن اليهود عبر التاريخ كانوا مادة غير نافعة للغرب.
وقال: إسرائيل دولة وظيفية يدعمها الغرب، ويسعى إلى استمرارها، لأن اليهود ساهموا في صناعة الرأس المال الغربي.
مضيفاً: سيطر اليهود على صناعة أسواق الأوراق المالية، والعملات، والاستثمار في الأموال، والاستفادة من التناقضات الاقتصادية لزيادة الثراء.
وعن المسار التاريخي، قال: هرتزل اختزل التناقض اليهودي، ووضع المبادئ الأساسية لليهود، وتحريك السكان الأصليين إلى المنفى، أو التهجير، أو الإبادة للسكان، والغرب لهم تاريخ أسود في المجازر والاحتلال.