في إطار المواكبة والتحديث وبرامج التطوير الذي تنهجها جامعة ذمار ترجمة لرؤيتها ورسالتها، أفتتحت أواخر العام 2019م قسما جديدا في كلية الهندسة، وهو قسم الميكاترونيكس، ويعد واحدا من أهم العلوم الحديثة والنوعية لتكامله التطبيقي وإحتوائه على أكثر من تخصص في الوقت ذاته، مما يمنح الخريج فرص عديدة وواسعة في سوق العمل المختلفة. الميكاترونيكس أو الميكاترونيك أو الميكاترونيكيات هو مجال متشعب ومتداخل جدا، يندرج تحت إطاره هندستي الميكانيك والإلكترونيكس "ولهما يعود سبب التسمية"، بالإضافة الى هندسة التحكم والأتمتة الصناعية وبرمجة الذكاء الصناعي، وقد تتمدد بعض التعريفات لتضع تحت جناحها هندسة الكيمياء والطاقة والإدارة الصناعية وهندسة الطيران. لكن دعونا نأخذ الأمور من جهة أخرى، وهي تساؤلات الطلاب، فكما نعلم فإنه كلما تشتت مجال التخصص كلما قل التميز، ومن هذه القاعدة يظن الكثير من المتابعين وحتى طلاب التخصص أنفسهم أن طالب الميكاترونيكس لن يكون ناجحا في أي شيء لأنه مشتت، لكننا سنوضح الصورة والإجابة هنا. ولتبسيط ذلك دعونا نبتعد قليلا عن التسمية ونركز على الحاجة التي خرج هذا المجال ليلبيها، ففي منتصف القرن الماضي ومع إختراع الترانسستور بدأت الشركات بتصميم ماكينات يكون الربط بين أجزائها كهربائي (حساسات – Sensors ) بدل الربط الميكانيكي (عن طريق الكامات Cams والتروس Gears ) ومع تقدم المتحكمات والحواسيب بدأت الشركات بإدخال بعض الذكاء للماكينات مثل القيام بتسلسل للأحداث بناءا على المدخلات من خلال أجهزة تحكم تسمى (متحكمات منطقية مبرمجة PLC). وتعدت الحاجة الصناعية هذا الأمر وأدخلو فيها التحكم من خلال الكمبيوتر بما يسمى(نظام سكادا SCADA ونظام الروبوتيكس Robotics). ولاحقا ظهرت الحاجة للربط بالإنترنت لتظهر الحاجة لما يسمى (إنترنت الأشياء IoT). دعونا نتوقف هنا ونلاحظ أن هناك تداخلات كبيرة حصلت في المجال الصناعي لا يمكن لأي تخصص غير هندسة الميكاترونيكس أن يغطيها، وأصبحت الشركات الصناعية تلح على دراسة هذا التخصص لتحصل على مهندس قادر على التفكير بأبعاد مختلفة (ميكانيك كهرباء برمجة تحكم … الخ) في نفس الوقت. ومن هنا فإن تخصص الميكاترونيكس يعتبر تخصصا واحدا في التطبيق وتلبية الاحتياج وليس تخصصا مشتتا كما يبدو من تسميته ومضمون محتواه. يدرس طلابُ الميكاترونيكس موادًا دراسية من مجالات علمية مختلفة وتشمل مجالات: الهندسة الكهربائية، الهندسة الإلكترونية، هندسة التحكم الآلي، الهندسة الميكانيكية، الهندسة الضوئية، علوم الروبوتات. ومن تطبيقات هندسة الميكاترونكس: المتحكم المنطقي القابل للبرمجة، التحكم الإشرافي واستحصال البيانات، منظومة إدارة المباني، المحركات التي تتحرك بمقدار وزاوية معينة، الهندسة في تصميم النظم الفرعية مثل مكافحة قفل أنظمة الكبح، هندسة السيارات والمُعدّات الأوتوماتيكية في تصميم أنظمة الكبح المانع للانغلاق، أنظمة التحكّم بالحاسوب في الآلات التي تُدار بالحاسوب مثل آلات الفرز، هندسة الحاسوب، تصميم آليات مثل أقراص الكمبيوتر، الأنظمة الخبيرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، الميكاترونكس كلغةٍ جديدة لتسيير المركبات، تقنيات أنظمة التحكّم والتشخيص الدقيق، أنظمة التصنيع المُعتمدة على الحاسوب، الأتمتة وهي جزء من الروبوتيات، الأنظمة الديناميكية البنيوية، التصميم بُمساعدة الحاسب، أنظمة النقل والمُواصلات، تطبيقات الهواتف النقّآلة، أنظمة التصوير الطبي، أنظمة الميكاترونكس، البضائع الصناعية، المُتحكّمات الدقيقة، الرؤية الآلية، التغليف.